
قال تعالى " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " .
من هنا كان الأذان الرباني الذي أمر الله به خليله إبراهيم - عليه السلام - أن يرفعه من على صخرة في رحاب الحرم ، ليتردد صداه في الأرجاء ، وليبقى على مرّ العصور والأيام ، لتتشربه القلوب ، ويتغلغل في النفوس ، فما زالت تسمعه الآذان وتستجيب له الأفئدة قبل الأجسام ، فما أن يطل هلال الأشهر الحرم حتى يبدأ الحجيج في التأهب لتلبية هذا النداء الرباني الصادح بالحق ، المنادي بالحنيفية الخالصة لله تعالى ، فيتجرد الحاج من كل حب لغير الله تعالى ، فلا حب الأوطان يصده ، ولا فراق الأهل والولد والأحباب يثبط من عزيمته ، لأن محبة الله في قلبه أكبر من كل حب من سواه ..
نعم . الحج فروض وواجبات تؤدى بمهبط الوحي ، تطواف حول مشاعر مقدسة وهرولة في وادٍ صغير بين جبلين ، ووقوف بمكان من أول النهار إلى مغيب الشمس ورمي بالحصى ..